بالأمس حضرت
حضرت بالأمس ..
تسللت خلسة إلى حلمي ...
قبلتني وذكرتني بذكراها ...
وكأن قساوة الفراق أنستني إياها ...
حضرت مشرقة لامعة تزهو كما الشمس تارة وأخرى كما الورد تداعبه النسمات ..
مسحت كآبة الحزن بقلبي وابتسامة عشق رسمت على محياها ...
عاشت بي زمنا ورحلت ..
ظنت الأيام أنها ابتعدت ...
واني أينما التفت أراها ..
راسخ بقلبي شذاها ..
فهل يرى المتيم بالعشق ذكرى المحب أم عيناي تلتاع لرؤياها ...
هو الحب نحبه ليسعدنا ..
نتمناه لنحياه ومن عتمة الأيام يخرجنا ...
وإذ بالأشواق تحرقنا ...
ولموعد كلما أطلت شمس يوم من العمر تأخذنا ..
ننتظر بشغف ونار تحرق الزمان والمكان
لانبتغي من الحاضر سوى حضورها ..
أنا وقلبي وقفنا على الدروب ننتظر إطلالتها ..
أنا وأشواقي رسمنا بالحياة حياة أخرى لايمكن أن نحياها إن لم تطل من ذاك الأفق البعيد عيناها ...
تعيد بنا سعادة العشق وابتسامة تنسينا عذابات الفراق ...
لا نعي حينها سوى سعادتنا باللقاء ...
مادام الحب قبلة قلبي ...
وما دامت عيناها تختصر كل المعاني وتنسني كل ما أعاني ...
فليمحا من تاريخ أيامي كل معنى يقود للفراق ..
حبها في قلبي ورغم البعد باق ...
هي هنا وقلبي تملاءه الأشواق ...
كتبت على الشمس عهده أن أحيا فقط لأحلم بموعد جديد للتلاق ...
فالحب قيمة والكون خلاق .