اين انت يا معشوقي؟ أفي خدرك َ حيث اقمت للطهر مذبحاً
ووقفت ْعليه روحي وحشاشتي
أم انك بين كتبك تستزيدمن حكمة البشر وانت
غني بحكمة الآله؟
اين انت يا رفيق نفسي ؟ افي الهيكل تصلي من اجلي؟
أم في الحقل تناجي الطبيعة؟
أم بين اكواخ المساكين تعزي منكسري القلوب بحلاوة نفسك َ؟ وتملئ ايديهم بأحسانك
هل تذكر
ليالي جمعتنا وشعاع نفسك يحيط بنا كالهالة تلفنا
وملائكة الحب تطوف حولنا مترنمة بأعمال الروح
تذكر اياما ً جلسنا بظل الاغصان وهي مخيمة علينا كأنها تريد ان تحجبنا عن البشر
مثلما تحجب الضلوع اسرار القلب المقدسة ؟
هل تذكر ساعة جئتك مودعتا ًفألففتك َ بذراعي
وقبلتك َ قبلة ً مريمية
وتنهدنا سوية ... تلك التنهيدة سبقتنا الى عالم الارواح
معلنة ً مجد نفسينا
ان للاجساد اغراضا ً مجهولة فهي تفترق لشؤن عالمية وتتباعد ....
اما الارواح فتظل في قبضة الحب مستأمنة حتى يجيئ وقتها لتسير الى الله
أين انت الان يا رفيقي؟
هل انت ساهر في سكينة الليل مثل نسيماً حمله دقات قلبي
وخفايا جوارحي كلما هب نحوك؟
أوَ أنت ناظر رسم مفاتنك ؟ ذاك الرسم لم يعد ينطق على مرسومه , فالحزن قد القى على جبهة بألامس كانت مسرورة بقربك
أين انت يا حبيبي ؟
هل انت سامع من وراء البحار ندائي وانتحابي ؟
وناظر ضعفي ومذلتي ؟ وعالم بصبري وتجلدي؟
أوَليستْ في الهوى ارواح تنقل الانفاس محتضر ٌ متوجع ؟
أوَ لم تكن بين النفوس اسلاك خفية تحمل شكوى محب ؟
أين انت ياحياتي ؟
لقد احتضنتني الظلمة وغلبني الآسى
ابتسم في الهوى فتنتعش نفسي في الأثير فأحيا بها
أين انت ؟...... أين انت ؟
ها قد عدت ُ حبيبي
آه ما اعظم الحب واصغرني