هو الملعب الرئيسي لأحد أغنى أندية العالم حسب آخر الإحصائيات … نادي مانشيستر يونايتيد الإنجليزي … صاحب الشعبية الخرافية في العالم … صاحب الجمهور الذي يجمعه حلم واحد عندما يخص الأمر فريق الشياطين الحمر وهو مشاهدة نجوم القميص الأحمر وهم يخوضون مباراة على ملعبهم الأنيق … أولد ترافورد … الملعب الرمز .
هو الملعب الذي تعرض لقصف جوي من طائرات حلفاء المحور في الحرب العالمية الثانية … هو الملعب الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1910 … يعد أكبر ملعب حالياً في إنجلترا في ظل غياب إستاد ويمبلي الشهير الذي يعاد بناؤه من جديد … كما يعتبر أكبر إستاد في إنجلترا من حيث السعة … حيث يتسع لـ65 ألف شخص .
ويعتبر أولد ترافورد من وجهة نظر النقاد الإنجليز من أفضل الملاعب التي ساعدها بُعد نظر الإدارة في تطويرها باستمرار … بعكس ملعب أستون فيلا والذي دائماً ما ينتقد بسبب سوء تصرف إدارتهم في وضع خطط تطويرية … فملعب أولد ترافورد والذي وضع تصميمه الأساسي الجديد الشركة الهندسية اثيردون فولر في عام 1964 ، كانوا قد وضعوه ليستوعب أكثر من 52 ألف مقعد ، وأماكن أخرى للوقوف … ولكن تنفيذ هذا التصميم تأخر حتى عام 1993 عندما تم إعادة بناء الإستاد ، ولكن عام 1994 وبعد اعتماد تقرير بارلور الشهير والذي مُنع من خلاله وقوف الجماهير أثناء المباراة … أرغم مانشيستر على الاكتفاء بدخول 44594 متفرجاً في كل مباراة … وبالرغم من تواضع هذا الرقم إلا أن أولد ترافورد استمر كونه الإستاد الأكثر سعة من باقي الملاعب … ولأن التصميم الهندسي الأساسي للنادي وضع برؤية مستقبلية تلبي حاجة النادي على المدى البعيد … فقد قررت إدارة النادي وبعد سنتين من تقرير بارلور … بإعادة بناء الجهة الشمالية للإستاد … وبالفعل تم بناء ثلاثة طوابق في الجهة الشمالية لتضم 25 ألف مقعد و 180 كابينة للشخصيات الكبيرة والمهمة والتي ترغب بالاستمتاع بمشاهدة مباراة للفريق الإنجليزي على ملعبه الأنيق … ويعترف المسؤولين بالنادي الإنجليزي الكبير … أن النادي صرف 43 مليون جنيه إسترليني منذ تقرير بارلور … ولكن هذا المبلغ قد لا يشكل الهاجس الأكبر للنادي التي تتجاوز صافي أرباحه السنوية 20 مليون جنيه إسترليني !!! … وبعد إعادة بناء الجهة الشمالية أصبح عدد مقاعد الملعب 65500 مقعد .
ويعتبر أولد ترافورد من أكثر ملاعب العالم تطوراً من حيث النظام الأمني للملعب ، ومن الصعب أن تجد للهوليجنز مكاناً في الملعب أو أن يتجرؤا ويحاولوا أن يمارسوا شغبهم ، فغرفة إدارة أمن النادي توجد بها 27 شاشة مرتبطة بأكثر من 50 كاميرا موزعة في كل زاوية من الملعب ، وتستطيع هذه الكاميرات من أخذ صورة عن قرب لوجه أي شخص في الملعب بمنتهى الدقة ، حتى أنه في مرة من المرات ألقت الشرطة البريطانية القبض على أحد المجرمين الفارين من السجن عن طريق إحدى كاميرات الأمن بملعب ترافورد حيث كان يجلس وبكل ثقة مستمتعاً بالمباراة ، ولم يكن أن سوء حظه سيقود شرطياً بريطانياً للالتفات إلى إحدى الشاشات ليشاهده وهو يتابع المباراة !!! كما أن الدخول والخروج من الملعب يتم بمنتهى النظام وتتم مراقبة الجماهير من خلال غرفة الأمن منعاً لوقوع أي حوادث وحفاظاً على سلامة الجميع ، كما يوجد فريق طبي جاهز لمعالجة أي إصابات قد تحدث للجماهير قبل أو أثناء أو بعد المباراة بالإضافة لثلاث غرف للإسعافات الأولية .
وفي الجانب الآخر توجد غرفة خاصة لتبديل الملابس للاعبي فريق مانشيستر يونايتيد فقط ، وهي غرفة مزودة بحوض سباحة صغير ويتم تحديد الـ 22 لاعباً الذين يستخدمون هذه الغرفة خلال الموسم في بداية كل موسم ، كما أن الغرفة مزودة بجهاز تلفزيون وفيديو يساعد على شرح خطط المدرب … وقبل المباراة يقوم المسؤول عن ملابس الفريق بوضع بلة كل لاعب بالقرب من المكان المخصص له ، أما غرفة تبديل ملابس الفريق الضيف ، فهي غرفة عادية جداً !!!
وبالقرب من غرفة الملابس ، يوجد جناح فخم للاسترخاء والابتعاد عن الضغوط النفسية حيث يوجد بالجناح الأشبه بالمجلس الكبير تلفزيون وفيديو وأفلام كوميدية وكتب ومجلات للتسلية .
أما أرضية الملعب فيمنع تواجد أي شخص عليها باستثناء اللاعبين والأجهزة الفنية ، وتعتبر أرضية الملعب من أفضل الأرضيات على مستوى أوروبا ، وزرعت بأربع أنواع من البذور ، ويتم ريّها عن طريق ثلاثة خراطيم للري توجد تحت الأرض ولكنها تروي الأرضية بأكملها ، وبعد عملية الري تتم إعادة تحلية الماء من جديد بعد أن يتم تجميعه وتخزينه في خزان يتسع لـ 55 ألف جالون ماء يقع تحت الجانب الشرقي من المدرج ، كما يوجد تحت أرضية الملعب أنابيب مسخنة تقوم بإذابة الجليد عن الملعب في فصل الشتاء !!!